ألمانيا تشكو تضاؤل الإقبال على التطعيم. (وكالات)
ألمانيا تشكو تضاؤل الإقبال على التطعيم. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (واشنطن، بروكسل، أوكلاند) OKAZ_online@
لا شك في أن الخطوط الجوية البريطانية هي أكثر شركات الطيران سعادة بقرار الولايات المتحدة الليل قبل الماضي فتح السفر الدولي إلى مطاراتها، وفقاً لشروط محددة؛ إذ إن رحلات «البريطانية» بين مطاري هيثرو اللندني وجون كينيدي في نيويورك تدران عليها مليار دولار سنوياً. وهو دخل تبخر في الهواء منذ 18 شهراً، إثر اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد. وسيكون القرار الأمريكي منعشاً جداً لشركات من قبيل لوفتهانزا الألمانية، ويونايتد إيرلاينز الأمريكية القابضة، التي ستستأنف رحلاتها المربحة بين لندن، وباريس، وفرانكفورت من جهة، ونيويورك، وشيكاغو، ولوس أنجليس من الجهة الأخرى. بيد أن بلومبيرغ اعتبرت أمس أن عودة سوق سفر الرحلات الطويلة اعتباراً من الإثنين لن تكون بالمداخيل المأمولة نفسها. وأشارت إلى أن الطلب على السفر سيكون ضئيلاً؛ إذ إن الرحلات ستقتصر على الركاب المحصنين بالكامل، أي بجرعتي لقاحات كوفيد-19، بحسب اشتراطات السلطات الأمريكية. كما أن شهور الوباء العالمي أحدثت تغييراً جذرياً في عمل الشركات الكبرى؛ إذ إن اللجوء المستمر إلى عقد الاجتماعات عبر منصات الفيديو أضحى سبباً لانخفاض الطلب التجاري على رحلات الرؤساء والموفدين التنفيذيين. وتوقع خبراء صناعة السفر أن تشهد سوق الطيران العالمية تنافساً محموما بين شركات الطيران. فهناك شركات كبيرة تخطط لفتح مسارات جدية إلى مطارات أوروبية، مثل بيرغن في النرويج، ومايروكا في إسبانيا. وسيؤدي ذلك بالطبع إلى ضغوط شديدة على أسعار تذاكر الطيران، ما سيحد من ربحيتها. وأشار الخبراء إلى أن الطلب على السفر متزيد حالياً من قبل الأشخاص الراغبين في ملاقاة أعزائهم على الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي. لكن لا توجد مؤشرات تفيد بأن الطلب على سفر التنفيذيين ورجال الأعمال سيشهد زيادة تذكر. واشترطت الولايات المتحدة أن يكون المسافر محصناً بجرعتي اللقاح، ولديه نتيجة سالبة لفحص أجري قبل 72 ساعة من رحلته، مع ضرورة توفير المعلومات الكافية لتمكين السلطات الصحية في نقطتي الوصول والمغادرة من تتبع مخالطيه. وبموجب الشروط الأمريكية فإن أي أجنبي لم يخضع للتطعيم سيكون ممنوعاً من السفر. أما الأمريكيون الذين لم يتم تطعيمهم فمطلوب منهم إبراز نتيجة سالبة لفحص حديث. وسيسمح بالسفر للولايات المتحدة لأي شخص تم تطعيمه باللقاحات المعتمدة من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، أو تلك الحاصلة على موافقة للاستخدام الطارئ من قبل منظمة الصحة العالمية. وأعلن مسؤولو شركة الخطوط الجوية الأمريكية (أمريكان ايرلاينز) أن الطلب على الرحلات العابرة للمحيط يشهد زيادة كبيرة منذ 21 أكتوبر الماضي.

من ناحية ثانية؛ قال كبير أطباء الإدارة الأمريكية فيفيك ميرثي أمس الأول لشبكة «ايه بي سي» التلفزيونية إنه على رغم الآمال الكبيرة التي أتاحها التوصل إلى علاجات جديدة مضادة لوباء كوفيد-19، إلا أن التعويل يظل كبيراً على التطعيم بلقاحات كوفيد-19. وأضاف: هناك إستراتيجية تحقيق فعالية بنسبة 100% لتفادي التنويم والوفاة. وهذا ليس مثل منع حدوث الإصابة بكوفيد. إن القرص العلاجي ليس بديلاً من ضرورة الخضوع للتطعيم بلقاحات كوفيد-19. وكانت شركتا ميرك وفايزر الدوائيتان الأمريكيتان أعلنتا أخيراً توصل كل منهما إلى عقار يمنع التنويم والوفاة بنسبة تراوح بين 50% لقرص شركة ميررك، و89% بالنسبة إلى قرص شركة فايزر. وفي ألمانيا، قدمت أحزاب الائتلاف الذي سيشكل الحكومة الألمانية الجديدة إلى (البونديستاغ) البرلمان أمس مسودة تشريع للحد من تفاقم الأزمة الوبائية التي تشهدها ألمانيا. وأعلنت السلطات الصحية الألمانية أمس (الإثنين) أنها سجلت الأحد 23543 إصابة جديدة، و37 وفاة إضافية. وقالت إن متوسط عدد الحالات الجديدة ارتفع خلال الأيام الـ 7 الماضية إلى 210.1 إصابة من كل 100 ألف من السكان، من 197.6 من كل 100 ألف شخص. وشكت السلطات الصحية من أن المشافي بدأت تمتلئ بالمرضى. ولم تجد المساعي التي تبذلها الحكومة لزيادة وتيرة التطعيم، إذ تم حتى الآن تطعيم 67% فقط من السكان البالغ عددهم 83 مليون نسمة. وعلى رغم أن المقاطعات الألمانية تلزم الراغبين في ارتياد المطاعم، ودور السينما، والمسارح بإبراز شهادة التحصين، أو نتيجة سالبة لفحص حديث؛ إلا أن تلك الضوابط لا يتم تنفيذها بشكل متشدد. وارتفعت أصوات عدة للمطالبة بالعودة إلى الفحوص الإجبارية، التي تم التخلي عنها الشهر الماضي، لتشجيع السكان على الخضوع للتطعيم. وارتفع العدد التراكمي لإصابات ألمانيا منذ بدء نازلة كورونا إلى 4.78 مليون إصابة، نجمت عنها 97059 وفاة.